في البلاد العربية و الاسلامية ، يعيش المرضى الفُصاميون في تجمعّات ،
غالباً ما تكون قرب المساجد أو الأسواق ، حيث يستجدون الناس ، و تكون
صورتهم مثلما ذكرنا في صورة المرضى في البلاد الغربية. للاسف لا توجد
جمعيات خيرية في معظم الدول العربية والاسلامية ترعى مثل هؤلاء المرضى ،
لذلك يُتركون لمصيرهم الذي قد يكون بائساً و نهايته الوفاة في ظروف سيئة.
كثير من الأهالي يقلقون حول مصير أبنائهم بعد عمرٍ طويل ، ومن يرعاهم
بعد أن يرحل الوالدان. مرضى الفُصام عادة أعمارهم أقل من أعمار الأشخاص
العاديين كما ذكرنا ذلك في مواضع متعددة في بداية هذا المقال ، ويتعرّضون
كثيراً لحوادث دهس من سيارات مُسرعة في طرق سريعة ، نظراً لأن مرضى الفُصام
خاصة المزمنين يمشون وهم لا ينتبهون للسيارات ويقطعون طرقاً سريعة
فيتعرضون للدهس ، وقد فقدتُ شخصياً عددا من مرضاي في حوادث دهس على طرق
سريعة.
الحقيقة أن لقلق الأهل هذا ما يُبرره ، ففعلاً كثيراً ما يضيع المريض
الفُصامي بعد وفاة والديه ، وعدم وجود أشخاص آخرين يرعون هذا المريض ؛
فغالباً يكون الأشقاء مشغولين بحياتهم الأسرية والعملية ولا يوجد لديهم وقت
لرعاية شقيقهم و كذلك الشقيقات يكن مشغولاتٍ بأزواجهن وابنائهن و عملهن
إذا كنّ موظفات يعملن في وظائف حكومية أو خاصة وهذا يجعلهن غير قادرات على
رعاية شقيقهن المريض الفُصامي ، برغم رغبتهن في أن يرعين هذا الشقيق.
بعض العائلات الميسورة قد يستطيعون أن يضعوا أبناءهم في مصحات نفسية
جيدة في بعض الدول الخارجية ، برغم أن التكاليف باهضة في هذه المصحات ، ولا
يقدر عليها إلا الأشخاص الميسورون أو أن يستقدموا ممرضاً خاصاً و يسكّنونه
في منزلٍ خاص به ، ولكن هذا الأمر لا يخلو من صعوبات ، فعندما يعيش شخص
مُصاب بمرض الفُصام وحيداً ليس معه سوى ممرض لا يتكّلم العربية و يقضي معظم
وقته يشرب الشاي ويُدخّن ، فبالتأكيد سوف تضعف عنده المهارات والسلوكيات
الاجتماعية ، وربما عاش في خيال مرضي و قد تتدهور حالته إلا إذا كان الأهل
يضعون أشخاصاً يتكلمون اللغة العربية ليتحدثوا معه في مواضيع متنوعة و يذهب
إلى خارج المنزل الذي يعيش فيه إلى أماكن عامة لكي يختلط بأشخاص آخرين ،
فهذا هو الأمر الذي يجعل مريض الفُصام لا تتدهور بصورة سيئة مع الوقت ،
خاصة بعد سنوات من بدء المرض.
0 Komentar untuk "ما هي الاوضاع الاجتماعية للمصابين بانفصام الشخصية في البلدان الاسلامية العربية"